جبل جرزيم المقدس عند السامرين ويحمل اسماً آخر هو جبل الطور تيمناً بجبل طور سيناء الذي أنزل الله فيه الوصايا العشر على سيدنا موسى. جبل جرزيم الذي يقدسه السامرين لمكانته الدينية لديهم، جغرافياً هو الجبل الجنوبي لمدينه نابلس، هذه المدينة المميزة بموقعها بين جبلين ولاحتضانها للثلاث ديانات السماوية في جو يسوده المحبة والمودة بين أبناء الديانات الثلاث. تم تحديد مكان هذا الجبل المقدس بناءً على ما جاء في السبع شواهد في الشريعة السامرية قوله: "أما هما في عبر الأردن، وراء طريق غروب الشمس، في أرض الكنعانيين الساكنين في العربة مقابل الجلجال، بجانب بلوطات موره، أمام شكيم". (تثنية إصحاح 11 آية 30). فقد ذكرته الشريعة السامرية المقدسة ثلاث عشرة مرة.
استمد جبل جرزيم مكانته الدينية حسب معتقداتهم لأن الله خلق سيدنا آدم من تراب جبل جرزيم وحسب الرواية السامرية فإن سيدنا إبراهيم صعد إلى جبل جرزيم وبنى أول مذبح مقدس.
فجبل جرزيم المقدس أو جبل البركة يردد السامريون اسمه في صلواتهم أياً كانت أوقاتها , وبنغمة موسيقية واحدة: "جبل جرزيم كل أيام حياتنا". وهذا الجبل هو الركن الرابع من أركان الدين السامري الخمس: "إله واحد، نبوة موسى، الشريعة المقدسة، قدسية جبل جرزيم، واليوم الآخر (يوم الدين)". وجبل جرزيم في الشريعة السامرية هو جبل الفرائض، أي المكان الذي يجب أن تقدم عليه القرابين والذبائح والمحرقات والعشور إلى رب العالمين، والذي اختاره المولى كما جاء في الشريعة: " في المكان الذي اختاره الرب إلهكم ليحل اسمه فيه". (سفر التثنية إصحاح 12 آية 11).