تحيط بالمسجد الأقصى المبارك العديد من المدارس التي بناها سلفنا الصالح، وكأنهم بهذا البناء يذكروننا بأهمية العلم والعقيدة في الدفاع عن أقصانا، فأول آية نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، فالقلاع والحصون لا تكفي وحدها لحماية المقدّسات والأوطان، إنما بحاجة إلى جند العقيدة، فكثير من المدن لم تستطع أسوارها المادية الدفاع عنها، كما هو حال سور الصين العظيم، حيث تم اختراقه عدة مرات من قبل العدو، فأهل العلم والعقيدة هم من يدافعون عن بلادهم ومقدساتهم.
يقول ابن شامة في كتاب (الروضتين في أخبار الدولتين): "بنى نور الدين وصلاح الدين من المساجد والمدارس بقدر ما بنَيا من القلاع والحصون، وحكمة ذلك أن القلاع والحصون تحتاج إلى جند العقيدة الذين يحسنون صناعة الموت والشهادة، ويعرفون كيف ينصر الله المؤمنين على الكافرين، فيصبرون ويصابرون، ويشترون الجنة والنصر بدمائهم وأموالهم".
ونذكر هنا خمس عشرة مدرسة تحيط بالمسجد الأقصى المبارك وهي:
مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية، والمدرسة الغادرية، ومدرسة ورياض الأقصى الإسلامية، والمدرسة الباسطية، والمدرسة الأمينية، والمدرسة الفارسية، والمدرسة الملكية، والمدرسة الأسعردية، والمدرسة المنجكية، والمدرسة العثمانية، والمدرسة الأشرفية، والمدرسة التنكزية، والمدرسة البكرية، والمدرسة الصبيبية، والمدرسة الجاولية.
وقد بدأ انتشار هذه المدارس في عهد الأيوبيين وازدهر في عهد المماليك، كما حافظ على هذه المدارس وعلى الحركة الثقافية والعلمية في المسجد الأقصى المبارك العثمانيون، ولا يزال جزء من هذه المدارس اليوم يؤدي رسالته العلمية والثقافية، بينما البعض الآخر يُستخدم للسكن أو مكاتب لأغراض أخرى.