منبر شهير يمثّل روعة الفنّ والزّخرفة الإسلامية، أمر نور الدين زنكي ببنائه قبل تحرير المسجد الأقصى المبارك من الصليبين بعشرين عام، وكان يأمل أن يوضع المنبر داخل المسجد الأقصى المبارك بعد تحريره، مات نور الدين قبل تحقيق حلمه، وبعد تحريره أمر صلاح الدين الأيوبي بإحضاره من حلب[2]. وفي عام 1389هـ- 1969م، قام أحد اليهود المتطرفين بإحراق المسجد الأقصى فأتت النيران عليه فدمرته بالكامل، وعند البدء بترميم المسجد استُحدِث منبر حديدي مكانه. وفي عام 2007م أعادت المملكة الأردنية الهاشمية بناء منبر آخر مطابق له في الشكل والبناء، وقد وُضع المنبر الجديد مكانه داخل المسجد القِبلي[3].
وقد شارك في إعادة بنائه مجموعة من الخبراء والحرفيّين والمهندسين من كافة أنحاء العالم الإسلامي من الأردن والمغرب العربي وتركيا ومصر وإندونيسيا وماليزيا[4]. وقد صُنع المنبر من خشب (الأبنوس) الخالص، ووُصل الخشب بعضه ببعض عن طريق (التعشيق) دون أن يستعمل الحرفيّون والفنّيون المسامير؛ وذلك ليكون المنبر ببنائه ممثلّاً لجسد الأمة الإسلامية بتواصل وتعاون أفرادها، وشد بعضهم أزر بعض، دون ضغط عليهم من جسم غريب أو دخيل[5].