قبة موسى
بناها الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 647هـ- 1249م، سميت باسم أحد الشيوخ الذين كانوا يأمّونها، وكان يطلق عليها أيضاً قبة الشجرة نسبة إلى شجرة نخل ضخمة كانت بجوارها، وهي تقع في وسط الساحات الغربية للمسجد الأقصى المبارك، بين باب السلسلة غرباً والقبة النّحْوية شرقاً، وهي أول دار لتعليم القرآن الكريم في فلسطين، ولا زالت تخرّج إلى اليوم العديد من طلّاب التّحفيظ والتّجويد.
القبة النّحْوية
بناها الملك شرف الدين أبو المنصور عيسى الأيوبي سنة 604هـ- 1207م، تقع جنوب غرب قبة الصخرة مقابل باب السلسلة، وقد كانت مدرسة متخصصة في علوم اللغة العربية من صرف ونحو وغيره، تتكون القبة من ثلاث غرف متصلة، ولها مدخل يقع في واجهتها الشمالية.
لقد كان سلفنا الصّالح يهتم بعلوم اللغة العربية؛ لأنها الطريق لفهم القرآن الكريم، يقول تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}. فهناك ارتباط وثيق بين القبة النحْوية وقبة موسى، فعندما يتقن الطالب اللغة العربية يلتحق بدور تحفيظ القرآن الكريم، ففهم القرآن وتطبيقه لا يقل أهمية عن حفظه، وكأن سلفنا الصالح يريد أن يرسل لنا رسالة من خلال هذين المعلَمين، أن تحرير المسجد الأقصى المبارك يقع على عاتق أهل القرآن، الذين أحسنوا حفظه وفهمه وتطبيقه، فهم أهل الله وخاصّته.